كشف تحقيق لصحيفة “هآرتس” العبرية، عن استخدام الكيان الإسرائيلي، مئات الحسابات المزيفة عبر عدة منصات للتواصل الاجتماعي، لخلق رأي عام في المجتمعات الغربية والتأثير على المشرعين الأمريكيين، بشأن مزاعمه بحق وكالة “الأونروا” ووجود موظفين فيها على علاقة بالمقاومة الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن الكشف عن الشبكة التي أدارت العملية، جرى على يد منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية، لافتة إلى أن باحثيها وجدوا بتحليل الرسائل الموجهة من الحسابات المزيفة، أنها تستهدف الجماهير التقدمية في الغرب، والولايات المتحدة على الأخص، والمشرعين السود من الحزب الديمقراطي، كما تمت ملاحظة فيضان من التغريدات والمشاركات والمقالات عن العلاقة بين الأونروا والمقاومة، على حسابات السود، وأعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور الرمزية للحسابات، لها تواريخ رفع مشتركة وهناك تكرار في الأسماء والصور الشخصية والكثير من الخصائص والتفاصيل.
ولفتت إلى أن الصورة الرمزية للحسابات، تم إنتاجها عبر كيانات رقمية أكثر تعقيداً، ولم يكن للذكاء الاصطناعي في شبكات التواصل القدرة على كشفها بسهولة، وجرى عملها بطريقة تشبه المستخدم البشري إلى حد كبير.
ووفقاً للتحقيق فإن الحسابات نشطت عبر فيسبوك وإكس وإنستغرام، وجرى ترويج منشورات ذات صياغة وروابط موحدة، وهناك الكثير من الخصائص المتشابهة بينها، مثل تواريخ الإنشاء عبر الشبكة، والنشاط و”عنوان الآي بي”، ورمز الموقع المشترك والمحتوى المتشابه.
وبدأت عملية الحسابات المزيفة بعد أسابيع قليلة من اندلاع العدوان على غزة، ولا تزال متواصلة حتى اليوم، وتعمد إلى تضخيم التعرض للمحتوى، لتعزيز رواية الاحتلال، حسب ما أوردته “هآرتس”.
وبهدف جذب المتابعين، طوّرت الشبكة 3 مواقع أحدها أطلق عليه Non-Agenda، وتم استخدامه كموقع إخباري عام ينسخ ويعيد كتابة التقارير الدولية التي لا تتعامل مع الحرب على الإطلاق، وخلق طابع أن الموقع خال من الأجندات، لمحاولة جذب المتابعين وبناء الشبكة التي ستغرق الحسابات برسائل ومشاركات مؤيدة للاحتلال.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسبوعيين الماضيين، “شهدا تغييراً في اتجاه حملة الحسابات المزيفة والمواقع التي تدعمها، وباتت أكثر اهتماماً بتشويه صورة إيران، والعلاقة بين إيران وروسيا والصين”.