بقلم: أديب رضوان
من نتائج عملية “طوفان الأقصى” التي بدأت تداعياتها “تتدحرج” على الكيان المؤقت، “الهجرة اليهودية” المعاكسة التي تسميها الأوساط الشعبية “الانشقاق والفرار” من هذا الكيان وعنه، بعدما بقيت هذه الهجرة لعقود إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستندة إلى ما تسمية “إٍسرائيل” حالة الأمن المستدام داخل الكيان.
آلاف المستوطنين يفرون يومياً من الكيان
ومن ألطاف الله وانجازات عملية “الطوفان” يشهد العالم اليوم فرار آلاف “الإسرائيليين” إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن أصبح كيان الاحتلال غير آمن بالنظر إلى الضربات الموجعة والمتلاحقة التي تسددها المقاومة في المنطقة إلى جسد هذا الكيان الغاصب الذي لا يفهم سوى لغة القوة.
وبهذا الصدد كشفت صحيفة معاريف “الإسرائيلية” عن فرار آلاف المستوطنين إلى الخارج منذ بدء العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، وقالت: إن عددهم بلغ في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، أكثر من 40 ألفاً وفي المتوسط شهرياً يزيد عن 2000 فّارٍ من الكيان.
تابعونا على فيسبوك
اختلال عوامل الجذب “الإسرائيلية”
وهنا نذّكر بعوامل ما يسمى بــ “الجذب الاسرائيلية” التي استطاعت من خلالها “إسرائيل” إنجاز الدعاية المناسبة لجلب عشرات آلاف اليهود من شتى أصقاع الأرض إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة مستندة إلى ما كانت تسميه سابقاً عنصري “الاستقرار الأمني والرفاه الاقتصادي” اللذين يعتبران من أهم العوامل الجاذبة لليهود من دول العالم.
ولكن بعد مرور عام على الحرب العدوانية ضد قطاع غزة وتوسعها “إٍسرائيلياً” باتجاه لبنان يقابلها ضراوة من المقاومة، يجد المستوطنون أنفسهم داخل الكيان في دوامة من خلخلة الأمن المنشود واقتصاد شبه مترنح الآن.
وبالتالي تشهد حركة الهجرة اليهودية المعاكسة من داخل الأراضي الفلسطينية إلى الخارج ازدياداً كبيراً يوماً بعد آخر وشهراً تلو الآخر، ما انعكس على الوضع العام داخل كيان الاحتلال برمته .
أرقام صادمة
ومع الازدياد المتوقع لأرقام “الهجرة المعاكسة” للمستوطنين اليهود من داخل الكيان خلال الشهور المقبلة، سيكون ميزان الهجرة اليهودية سلبياً بكل تأكيد مع توقع أرقام “صادمة” و أكثر ارتفاعاً من الهجرة التي حصلت سواء خلال انتفاضة الأقصى التي انطلقت في نهاية أيلول من عام 2000 ، أو حرب تموز مع المقاومة اللبنانية عام 2006، وإن لم تفصح عنها معطيات المجموعات الإحصائية ودوائر القرار ومؤسسات البحث داخل الكيان الغاصب.
سياسات “نتنياهو” في ميزان الهجرة
وفي وقت سابق حذر رئيس وزراء حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت من أن سياسات رئيس حكومة الاحتلال الحالية “بنيامين نتنياهو” دفعت العديد من “الإسرائيليين” إلى التفكير في الهجرة.
وقال بينيت: عبر منصة “إكس” إن اليأس يتسلل إلى نفوس قطاعات واسعة من “الإسرائيليين” حيث أدت سياسات الحكومة إلى جعلهم يفكرون في الهجرة الدائمة، ونبّه إلى تفاقم الإحباط في صفوف “الإسرائيليين”، مشيراً إلى أن شعوراً عاما يسود بينهم بأن الحكومة تتعمد اتخاذ قرارات تهدف إلى إلحاق الأذى بشريحة واسعة من الشعب.