بقلم: أديب رضوان
رسائل متجددة ومتعددة تضمنتها صور نشرتها المقاومة الوطنية اللبنانية بالأمس لمنطقة “حيفا والكرمل” في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال ما يعرف باسم “الهدهد 3” حيث تم رصد منشآت صناعية واقتصادية وبنية تحتية وقواعد عسكرية ودفاعات جوية وعديداً من الأماكن الاستراتيجية لكيان الاحتلال الاسرائيلي كمصفاة نفط حيفا والمنطقة الصناعية في “كريات آنا”.
وفي تهديد مباشر من المقاومة، أكدت بعد نشر الصور أن حيفا ستتحول إلى هدف مفتوح كبقية مستوطنات الشمال بكل ما فيها من منشآت” وبذلك تشدد على تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الذي قال: إنّ المقاومة جاهزة، وستضرب عميقًا، ما لم تتوقف “إسرائيل”، لتختم المقاومة الحلقة الثالثة من “الهدهد” بعبارة: “على استعداد”.
خبراء عسكريون يؤكدون أن المقاومة اللبنانية لم تكشف حتى الآن سوى القليل من قدراتها العسكرية في مواجهة العدوان الإسرائيلي ضد لبنان مع احتفاظها بقدرات على اختراق دفاعات الاحتلال الاسرائيلي وتجديد بنك الأهداف، حيث ظهر ذلك جلياً من خلال رسائل “الهدهد 3”.
الصور تقدم بنك أهداف جديد للمقاومة
المحللون العسكريون يعتقدون أن الصور التي التقطها “الهدهد” قد تكون مقدمة لهجوم كبير وواسع للمقاومة على بنك أهداف جديد داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي إذا لم يتوقف العدوان على لبنان.
وبهذا السياق أشار الخبير العسكري اللبناني العميد إلياس حنا، إلى أن الصور الجديدة تركز على مراكز ثقل في مدينة حيفا، ما يعني أن المقاومة اللبنانية قادر على تحديث بنك أهدافها رغم عنف ضراوة الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان ومواقع المقاومة.
الصور والفيديو للمقاومة نابعة من قلب الحرب وتعكس قدرة المقاومة على رصد الأهداف ذات القيمة الاستراتيجية داخل كيان الاحتلال، وهذا ما يتضح من خلال بنك الأهداف المتصاعد للمقاومة خلال اليومين الماضيين.
اذاً هي حرب متعددة الأوجه استطاعت فيها المقاومة اللبنانية أن تكون نداً قويا لكيان الاحتلال ليس في الشأن الميداني فقط بل حتى في الحرب النفسية، ونشر الفيديو الجديد مع الصور يدخل في سياق تلك الحرب .
الخبراء العسكريون يؤكدون أن المقاومة اللبنانية عادت لما كانت عليه قبل الضربات الأخيرة، حيث تقول من خلال الحرب النفسية أنها تنشر الآن “الصور والفيديو” وستضرب في لحظة محددة، لكنها لم تقرر بعد اللحظة الحاسمة لضرب بنك أهداف استراتيجي داخل كيان الاحتلال وبالتالي “تدفيع” حكومة الاحتلال الثمن الباهظ جراء عدوانها المفتوح على الشعب اللبناني.
نشر “الصور” تعكس فشلاً عسكرياً لكيان الاحتلال
من جهة أخرى تؤكد الأوساط الإسرائيلية أن نشر تلك الصور التي تظهر أهداف استراتيجية إسرائيلية في حيفا والكرمل تظهر قدرة المقاومة على الدخول والتصوير في ظل حالة التأهب الاسرائيلية العسكرية الحالية وبالتالي تعكس فشلاً عسكرياً ودفاعياً كبيراً لكيان الاحتلال
هي رسائل متعددة تعطي انطباعاً أكيداً على قدرة المقاومة وتجاوزها لمسألة استشهاد قادتها وعلى رأسهم سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، كما تعطي رسائل أخرى بانتقال المقاومة في عملها العسكري إلى مرحلة جديدة واستعادتها لمنظومة القيادة والسيطرة على الأرض الأمر الذي تجلى في عدم قدرة كيان الاحتلال بكل جحافله العسكرية من الدخول متر واحد داخل الأراضي اللبنانية في الجنوب.