أعلن الأمين العام للمقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، السيد حسن نصر الله، إطلاق اسم عملية “يوم الأربعين” على العملية التي نفذتها المقاومة اللبنانية رداً على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، وأنه تقرر تنفيذها في يوم أربعين الإمام الحسين، مؤكداً أن الهدف الأساسي للعملية هو قاعدة “غليلوت” المركزية التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، ووحدة “8200”، بالقرب من “تل أبيب”.
وعن تأخير موعد عملية الرد، أكد السيد نصر الله أن المقاومة كانت مستعدة للرد منذ اليوم الأول لشهادة القائد فؤاد شكر، ولكن تأخير الرد كان جزءاً من العقاب، كما أنها كانت تحتاج إلى الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيرد كله أو كل جبهة لوحدها، بالإضافة إلى التريث لإعطاء الفرصة للمفاوضات، لأن الهدف هو وقف العدوان على غزة.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ قاعدة “غليلوت” تبعد عن حدود لبنان 11 كلم، وعن حدود “تل أبيب” 1500 م، ما يعني أنها من ضواحي تل أبيب، مضيفاً أن الهدف الثاني للعملية هو قاعدة الدفاع الجوي في “عين شيمر” التي تبعد 75 كلم عن لبنان، وعن “تل أبيب” 40 كلم.
وأكد السيد نصر الله أن “عدداً معتداً به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكن العدو يتكتم إلا أن الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك”.
وأوضح السيد نصر الله أن استهداف المواقع والثكنات في شمالي فلسطين المحتلة ضمن المرحلة الأولى من العملية، جاء لاستنزاف القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية، ولإتاحة المجال أمام المسيّرات أن تعبر باتجاه هدفها.
ولفت السيد نصر الله إلى أن ضوابط الرد التي وضعتها المقاومة لجهة اختيار الهدف اعتمدت على أن يكون الهدف عسكرياً، وله صلة بعملية اغتيال القائد الشهيد السيد فؤاد شكر، وأن يكون الهدف في العمق وقريباً من “تل أبيب”.
ورداً على مزاعم العدو بشأن إحباط هجوم على “تل أبيب”، أكد السيد نصر الله أن “كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخاً والعدو لم يحبط شيئاً”.
وأكد السيد نصر الله أن السردية الإسرائيلية بشأن ما جرى “مليئة بالأكاذيب”، معتبراً أن هذا “يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان”، مشدداً على أن أي منصة إطلاق لم تصب قبل العملية، وأن مرابض إطلاق المسيّرات لم تتعرّض لأي أذى قبل العملية أو بعدها، وأن “ما هو مخطط له حصل وبزيادة”.
وأضاف السيد نصر الله أن “حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدّة لاستهداف تل أبيب هو كذب في كذب، لافتاً إلى أن المقاومة، ولرؤية واضحة ودقيقة، لم تُرد استخدام هذه الأسلحة، ولكنها قد تستخدمها في المستقبل القريب، وأن المواقع التي استهدفها “جيش” الاحتلال في خراج البلدات، خالية أساساً أو جرى إخلاؤها من هذا النوع من الصواريخ، بطلب من الشهيد السيد فؤاد شكر.
وأكد السيد نصر الله أن “العدو لم يكن يمتلك أي معلومات استخبارية”، وأن “غاراته التي سبقت العمل بساعة كانت نتيجة الحركة الطبيعية للمجاهدين، ولم تستهدف منطقة العملية””، مشيراً إلى أن ما حصل هو عدوان وليس عملاً استباقياً، متابعاً “إذا افترضنا أنه كذلك فهو لم يترك أي أثر على العملية على الإطلاق”.
وأشار السيد نصر الله إلى إطلاق المقاومة مسيّرات من البقاع، للمرة الأولى، مؤكداً تجاوزها الحدود مع فلسطين، وقال السيد نصر الله إن المقاومة ستتابع نتيجة تكتم العدو عما حصل في القاعدتين المستهدفتين، موضحاً أنه إذا كان الرد مرضياً فستعتبر أن الرد كافٍ على جريمة الاغتيال، وإن لم تره كافياً فستحتفظ بحق استكمال الرد.
كما أكد السيد نصر الله أن المقاومة لن تتخلى مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات عن غزة وشعبها وعن فلسطين ومقدسات الأمة في فلسطين، مشيراً إلى أن عملية الأربعين “قد تكون مفيدة للطرف الفلسطيني أو للطرف العربي بالنسبة للمفاوضات”، مؤكداً أن “الرسالة للعدو ومن خلفه الأمريكي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصاً في الجبهة اللبنانية”.