الانتخابات هي قاعدة النمط الديمقراطي وفق موريس دوفرجيه.. حيث غدت المشاركة في الحياة السياسية عبر الانتخابات، قاسماً مشتركاً بين جميع الدول الديمقراطية على اعتبارها جزء من المشاركة السياسية، والدولة السورية لا تعتبر استثناء عن هذه القاعدة، فسورية هذا العام 2024 هي على أبواب استحقاق دستوري مهم هي انتخابات الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب.
أهمية المشاركة الانتخابية
وتأتي أهمية المشاركة الانتخابية كونها تعكس شعور الناخب والمرشح بالمسؤولية تجاه الأفراد والمجتمع والوطن، فالانتخابات هي حق وواجب على كل مواطن.
يتطلب مشاركة كافة مكونات الشعب بمختلف انتماءاتهم، وهذا ما كفله دستور الجمهورية العربية السورية لسنة ألفين واثني عشر 2012)) بنص المادة التاسعة والأربعين 49)) :(الانتخابات والاستفتاء حق للمواطنين وواجب عليهم، وتنظم ممارستها بقانون) وهو قانون الانتخابات العامة.
تؤدي المشاركة الشعبية الواسعة إلى تعزيز الحياة السياسية الديمقراطية، للوصول إلى أفضل علاقة مؤثرة في الهيئة المُنتخَبَة التي ستكون جزء من إدارة البلاد. ويكون الشعب هو ملهم هذه الهيئة لإصدار قوانين وبرامج تخدم أهدافه وتطلعاته من خلال مساهمتهم في صنع القرار والتأثير على السياسية العامة.
لكن هذه المشاركة تتوقف على مدى شعور الناخب بتأثير صوته. لذلك قامت سورية بجهود متواصلة وحثيثة لترسيخ مبادئ الديمقراطية وتطويرها، من خلال الحرص على نزاهة وشفافية الانتخابات وعدالتها، وتشجيع الناس بالتوجه إلى صناديق الاقتراع لضمان تعزيز الديمقراطية المنبثقة من اختيار الشعب لممثليه.
أهمية الثقافة والوعي في اختيار المرشح
ولكي تؤتي المشاركة الانتخابية أُكلها يجب أن تتم عملية الاختيار والانتخاب وفق معايير دقيقة وقراءة معمقة في طبيعة المرشحين وتوجهاتهم وبرامجهم وهذا يحتاج إلى ثقافة سياسية ووعياً سياسياً يتشكل داخل المجتمع لتجاوز حالة الانتماءات الضيقة و بذلك يسلك الناخب سلوك الاختيار العقلاني.
فمع وجود هذين العنصرين ( الثقافة والوعي) يدرك الناخب أهمية صوته في تغيير مصير المجتمع ودفع الوطن في الركب الصحيح للتقدم والازدهار والتطور والتنمية وتلافي السلبيات السابقة. وبذلك تكون مشاركته ليس فقط رغبة في ممارسة حق ضمنه الدستور إنما إيماناً منه بدوره في تقدم الحياة السياسية مما يدفعه للاختيار الصحيح لممثلي الشعب.