قال وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أمس الثلاثاء إن أداء منظمة الأمم المتحدة إزاء ما يحدث في غزة والضفة الغربية غير مقبول وإن مجلس الأمن لم يقم بواجبه في ظل استخدام الولايات المتحدة حق “الفيتو” بطريقة أحادية وبلطجية.
وأعلن عبد اللهيان في مقابلة خاصة أجرتها معه الميادين في جنيف أنه ذكر مسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة بالضجة التي أُثيرت قبل أشهر في المجلس ذاته بذريعة وفاة فتاة إيرانية وسألهم عن سبب عدم إنشاء لجنة تقص للحقائق من أجل البحث في جرائم الحرب والإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان في غزة.
وأشار عبد اللهيان إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لم يستطع مساعدة أهل غزة حتى اللحظ، بنحوٍ مؤثر وحقيقي عبر الآليات الموجودة لدى الأمم المتحدة.
وأمل أمير عبد اللهيان أن يُصدر قضاة محكمة العدل الدولية قرارهم في الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل” خلال الأيام المقبلة ليتحول القرار إلى مبدأ وأساس لجميع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة وضمنها مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان.
واعتبر خطوة جنوب أفريقيا بأنها عمل شجاع من أجل تحقيق العدالة لافتاً إلى أن إيران دعمتها بقوة سياسياً وإعلامياً وحقوقياً مع عدم ترك مساحة لشبهة الاعتراف بكيان الاحتلال.
وشدّد وزير خارجية إيران عبد اللهيان على أن كيان الاحتلال لم يحقق أياً من أهدافه المعلَنة في الحرب فلم يستطع القضاء على حركة حماس ولا نزع سلاحها ولا اعتقل رئيسها في غزة يحيى السنوار ولا تم تحديد مواقع الأسرى وتحريرهم على رغم الحرب والقصف والإبادة الجماعية.
وأكد أن المعلومات والصور التي تتلقاها إيران عبر الأقمار الاصطناعية تُظهر أن عملية إرسال الأسلحة والعتاد العسكري من جميع القواعد الأميركية في المنطقة ومن سفنها الحربية إلى “تل أبيب”، مستمرة على مدار الساعة.
وأن نتنياهو يسعى لتوسيعِ نطاق الحرب وتوريط الولايات المتحدة فيها على نحو يتجاوز الدعم الشامل الذي تقدمه إليه حالياً مع بعض حلفائها.
وأكد وزير خارجية إيران عبداللهيان أنه ليس لدى الأميركيين حتى الآن الإرادة اللازمة لوقف الحرب لكنهم يدلون بتصريحات تعبر عن عدم رغبتهم في توسيع نطاقها ومن جانب آخر هم يوسعون نطاقها عبر عدوانهم المشترك مع بريطانيا على اليمن.
وقال إن حديث الأميركيين عن تخفيف حدة الحرب لا عن وقفها هو خطأ وسلوك خبيث يعني إعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو مشيراً أيضاً إلى اللعبة المزدوجة التي تمارسها بريطانيا عبر متابعة سياساتها الإقليمية إلى جانب الولايات المتحدة في ظل حديث الجميع في أوروبا عن ضرورة وقف الحرب.
وشدّد عبد اللهيان على ضرورة عدم نسيان أن الاحتلال يهدف إلى تهجير سكان غزة إلى صحراء سيناء المصرية وتهجير أهل الضفة الغربية إلى أجزاء من الأراضي الأردنية معلناً أنه لولا المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني لكانت صورة المناطق المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة مغايرة تماماً.
وأكد أن المقاومتين اللبنانية والفلسطينية في أحسن حالاتهما على رغم كل التحديات والصعوبات وأنهما تملكان الإمكانات والقدرات المادية والبشرية اللازمة لمواصلة الصمود في حربٍ أطول مما رأيناه حتى الآن.
وجدد عبداللهيان تأكيده بأن الجميع يتفق على أنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن دعمها العسكري لكيان الاحتلال فإن نتنياهو لن يكون قادراً على مواصلة الحرب ضد غزة ساعة واحدة.
وأضاف أنه قال لنظيره البريطاني ديفيد كاميرون إن العدوان البريطاني الأميركي المشترك على اليمن خطأ استراتيجي وإن اليمنيين لا يتهاونون مع أي طرف في سلامة أراضيهم.
ولفت عبد اللهيان إلى أن جذور الأزمة هي في غزة لا في البحر الأحمر وأنه إذا توقفت الحرب والإبادة في غزة فإن الظروف في البحر الأحمر ستعود إلى وضعها الطبيعي.
وأكد وزير خارجية إيران أن المقاومة في لبنان تعمل وفقاً لمصلحتها وكذلك صنعاء والمجموعات التي تشكلت من أجل مقاتلة “داعش” في العراق وسورية وتمارس أدوارها من أجل أمن دولها ووفقاً لمصالحها واعتباراتها.
وأعلن عبد اللهيان أنه لا فارق بالنسبة إلى إيران بين المرشحين للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة مضيفاً أنه إذا استمروا في عدائهم فإن رد إيران واضح ومحدد مهما كان حزبهم وتوجهاتهم السياسية.
وأسف عبداللهيان لأن الحرب في أوكرانيا ألقت ظلالها على المحادثات التي أجرتها إيران مع أطراف المفاوضات النووية مشدداً على ضرورة عودة جميع الأطراف إلى التزاماتها وإلغاء العقوبات الأحادية المفروضة على طهران التي أثبتت دائماً أنها أكثر دول العالم التزاماً بشأن تعهداتها الدولية.