دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بكلمة له في الاجتماع الـ 55 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس الأثنين إلى عدم السماح بجعل الإبادة الجماعية بأن تصبح أمراً عادياً في العالم.
وقال عبداللهيان إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابتة في التمسك بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية واحترامها ومن المؤسف أن تحقيق الأهداف السامية لحقوق الإنسان على الساحة الدولية يواجه عدة تحديات هامة وأكثرها إلحاحاً هي الإبادة الجماعية المنهجية والواسعة النطاق التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الوحيد في العالم وهو كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع عبداللهيان خلال الـ 140 يوماً الماضية فقط تم ذبح أو إصابة أو دفن أكثر من مائة ألف إنسان تحت الأنقاض في غزة والضفة الغربية كما أن الأحياء معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المجاعة والأمراض المعدية.
وأضاف دعونا نؤكد في هذا الاجتماع على عدم السماح للإبادة الجماعية وارتكاب الجرائم الشنيعة بأن تصبح أمراً عادياً وهنا أود أن ألفت انتباهكم إلى تقرير المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة والذي يوضح عمق وحجم الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية.
وتابع وزير خارجية إيران إن العالم يشهد اليوم الدعم الشامل من قبل أمريكا وبعض حلفائها للكيان الصهيوني والذي يعتبر تواطؤاً حقيقياً في جرائم الإبادة الجماعية.
إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باعتباره أعلى مظهر للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجب أن يحاسب الكيان الصهيوني وداعميه على جرائمهم ضد الإنسانية.
وأضاف مما لا شك فيه أن إفلات قادة “إسرائيل” من العقاب خلال العقود الثمانية الماضية كان السبب الرئيسي لاستمرار وتصاعد الاحتلال والقتل من قبل هذا الكيان ومحاكمة ومعاقبة مرتكبي وقادة أفظع الجرائم الدولية المرتكبة ضد الفلسطينيين يجب أن توضع بشكل جدي على أجندة المؤسسات الدولية المختصة وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عبداللهيان: إن استعادة مكانة حقوق الإنسان في العالم يتطلب ألا نسمح لكيان الاحتلال بمواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين من خلال مواصلة الهجمات الجوية والبحرية والبرية وإيصال غزة إلى المجاعة.
وإن ظاهرة الإرهاب والتطرف المشؤومة والخطيرة لا تزال تحصد الضحايا وإن إيران تؤكد دائماً على الحاجة إلى التصميم الجاد من جانب المجتمع الدولي وتعاون البلدان والمؤسسات الدولية من أجل مكافحة الإرهاب بشكل حاسم ومؤثر باعتباره تهديداً عالميا شاملاً وإن القضاء على الإرهاب يتطلب في المقام الأول وقف الاستخدام الذرائعي للإرهاب من جانب بعض القوى بما في ذلك أمريكا.
وختم وزير الخارجية الإيراني إن إيران تعلن التزامها الثابت بسياسة التعاون والتعامل كمحور أساسي في سياستها الخارجية وخاصة في مجال حقوق الإنسان وستستخدم قدراتها الوطنية في الحفاظ على حقوق الإنسان وتعزيزها على أساس القيم الدينية والدستور والتزاماته القانونية ولن تدخر جهدا في هذا الاتجاه.