أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله خلال حفل تأبيني أقامه الحزب تكريماً للشهداء رئيسي وأمير عبد اللهيان ورفاقهما أن الرئيس الشهيد كان لديه إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركاتها وعداء شديد للاحتلال الإسرائيلي والتزام كبير بشأن دعم حركات المقاومة بالمال والسلاح والتدريب والخبرة.
وشدد السيد نصر الله في الحفل التأبيني الذي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت على أن الشهيد رئيسي كان عالماً ومتواضعاً وشجاعاً جداً في مواجهة المنافقين والأعداء ومؤمناً بالمقاومة ومشروعها وخادماً لبلده إيران.
وأضاف نصرالله أن إيران شهدت في عهد الرئيس الشهيد تطوراً في الحضور الدبلوماسي وإعطاء الأولوية للعلاقة بدول جوار إيران والشرق مع المحافظة على العلاقات بالغرب ضمن مستوى معين.
وذكّر السيد نصر الله بالكلمة التي ألقاها الشهيد رئيسي خلال القمة العربية – الإسلامية في تشرين الثاني الماضي والتي دعا فيها إلى تقديم السلاح إلى الشعب الفلسطيني مؤكداً أن ذلك الموقف مثل السقف الأعلى بين الدول في دعم فلسطين.
وأشار إلى الحاجة إلى القدوة كي لا يبقى ما نؤمن به أفكاراً وحبراً على ورق فأكد ضرورة النظر إلى الرئيس الشهيد على أنه قدوة في كل المواقع التي تولى مسؤوليتها.
ولفت نصرالله إلى أن الشهيد رئيسي أحدث تحولاً كبيراً في إدارة العتبة الرضوية وتطويرها عند توليه مسؤوليتها مؤكداً أن المحرومين والفقراء استفادوا من الخدمات التي وفرها.
وأكد نصر الله أن الوزير الشهيد حسين أمير عبد اللهيان كان شديد الحب لفلسطين ولبنان ولكل حركات المقاومة ومؤمناً بها معرباً عن الألم والحزن لسقوط مروحية الرئيس الشهيد مؤكداً أنّها حادثة مؤلمة ومحزنة لداخل إيران وخارجها مشدداً على أن الشهداء وقفوا معنا دائماً ولم يتخلوا عنا في يوم من الأيام.
وأضاف نصرالله نحن لم نرَ من الشهيدين رئيسي وأمير عبد اللهيان إلا كل الخير والعون والسند والحب والاحتضان ونشكرهما على ذلك كثيراً مؤكداً أن من أهم ما ميّز هاتين الشخصيتين سمة التواضع.
وأكد نصرالله أن إيران صمدت أمام الأخطار والتحديات التي تواجهها منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية عام 1979 حيث تعرضت للحصار الاقتصادي والعقوبات المتزايدة والحرب الكونية والاغتيالات الداخلية.
وتطرق نصر الله إلى المشاهد الضخمة عن تشييع الشهداء من تبريز وصولاً إلى مدينة مشهد مؤكداً أن الرسالة التي تبعثها هي الوفاء والالتزام الحازم بخط قائد الثورة الإسلامية في إيران ومفجرها الإمام الخميني وقيادة الجمهورية الإسلامية.
وأوضح أن أحد أسباب فشل السياسات الأميركية تجاه المنطقة هو إنكار الواقع والانفصال عنه مشدداً على أن إيران دولة قوية ومتماسكة وصلبة وآلمها استشهاد رئيسها ومن معه جداً إلا أن ذلك لم يضعفها أو يهزها.
وأكد نصر الله أن إيران دولة مؤسسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يدير هذه الدولة وفيها إرادة وثقة شعبيتان عاليتان جداً.
وشدد على أن إيران هي السند الأقوى للمقاومة معتبراً أن من ينتظر أن تتخلى إيران عن فلسطين والمقاومة واهم جداً مؤكداً أن هذا الدعم هو جزء من رؤية إيران وجزء أصيل من دينها وهو لا يتغير أو يتبدل مع رحيل المسؤولين مضيفاً أن طهران مستمرة في دعم حركات المقاومة ومشدداً على أنه يزداد ويظهر إلى العلن بصورة واضحة.
وأكد السيد حسن نصر الله أن إصرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الاستمرار في عدوانه يعني أن “إسرائيل” سوف تذهب إلى الهاوية والكارثة مشدداً على أن الاحتلال لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه.
وأشار إلى أن الإسرائيليين في الشهر الثامن من الحرب يُجمعون كلهم على أن ما عاشه كيانهم خلال هذا العام لم يسبق له مثيل.
وأكد نصر الله أن المقاومة اللبنانية درست كل الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن يلجأ إليها الاحتلال ضد لبنان وتوجه إلى الاحتلال قائلاً: فاجأتكم غزة المحاصرة في الـ7 من أكتوبر وفاجأتكم المقاومة في لبنان في الـ8 من أكتوبر بفتح الجبهة وفاجأكم اليمن بدخوله المعركة بهذه القوة والصلابة والشجاعة وفاجأكم العراق وفاجأتكم إيران بصواريخها ومسيّراتها ووعدها الصادق.
وتابع متوجهاً إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي: يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت.
وجدّد نصر الله تأكيده أن الهدف الأول للمقاومة اللبنانية هو مساندة غزة بينما الهدف الثاني هو منع أي عملية استباقية للاحتلال على لبنان.
وأكد السيد نصر الله أنّ اعتراف اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية يمثّل خسارةً كبيرةً للاحتلال ويُعَد من أهم ما يعانيه المسؤولون الإسرائيليون مشدداً على أن الاعتراف بدولة فلسطينية وهو آخذ في الاتساع يُعد من نتائج طوفان الأقصى وما بعده.
ورأى أن من نتائج طوفان الأقصى والثبات والصمود الفلسطينيين أيضاً الوضع الذي تعانيه “إسرائيل” في المحاكم الدولية وما حدث مؤخراً في “الجنائية الدولية” التي طلبت إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين.
وشدد نصرالله على أن “طوفان الأقصى” استنهض المشاعر الإنسانية في كل العالم متوجهاً بالشكر إلى الأساتذة والطلاب في كل أنحاء العالم والذين تظاهروا دعماً للشعب الفلسطيني.
وبشأن هذه المظاهرات أكد الأمين العام لحزب الله أنّها تبين حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم.