خاص – فاكت اليوم
عقدت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية مؤتمراً دولياً بعنوان “التضامن الشعبي والطلابي الدولي مع غزة ازدواجية المعايير الغربية.. الديمقراطية وحرية الرأي نموذجا” حاضر فيها عدد من المختصين من دول سورية وإيران لبنان والعراق وذلك في مبنى المستشارية بدمشق.
المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق
المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية “حميد رضا مختص آبادي” قال نشهد اليوم العديد من المظاهرات المتضامنة مع شعب غزة في الولايات المتحدة وعدد من الدول وشهدنا هذه التحركات الضخمة الطلابية والشعبية في هذه الدول الغربية.
وأضاف كنا نتابع هذه المظاهرات وهذا الغضب الشعبي والطلابي الذي وصل إلى الغرب حيث شاهدوا بأعينهم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني إلا إننا كنا مستغربين من تصرف الولايات المتحدة الأمريكية لاسيما وأنها انتهكت الديمقراطية والحريات التي لطالما تحدثت عنها وتشدقت بها وانتقدتها في دول عدة إلا أنها قامت اليوم هي بنقض هذه الديمقراطية وتوجيه العنف والأعمال الوحشية ضد هؤلاء الطلاب الذين تظاهروا بشكل سلمي للتعبير عن رأيهم.
لذلك وتضامناً مع هذه التظاهرة فإننا اليوم في المستشارية الثقافية للجمهورية الإيرانية في سورية نقيم هذه الندوة التي يحضرها عدد من المختصين من دول عدة لنشرح هذه التظاهرات وانعكاساتها والإضاءة عليها.
الحوراني: أمريكا استغلت وسائل التواصل الاجتماعي في تشويه صورة الأنسان العربي
من جانبه رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور “محمد الحوراني” أشار إلى دور وسائل الإعلام في نقل ما يجري إلى الغرب وأمريكا ما أدى إلى صناعة رأي عام مغاير لما يريده الغرب من نقل هذه الأخبار وهو ما نشاهد مفاعيله الآن في المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية والغربية لافتاً إلى استغلال أمريكا لوسائل التواصل الاجتماعي في تشويه صورة الشعب الفلسطيني والإنسان العربي وطمس الحقائق.
وتساءل الحوراني لماذا بعد نحو شهر من هذا الحراك الطلابي العالمي لم نشاهد حراكاً طلابياً عربياً والحراكات التي حصلت خجولة مؤكداً على ضرورة وجود عمل من قبل القائمين على الجامعات العربية في هذا الاتجاه.
وأشار الدكتور الحوراني إلى تطور الحراك الجامعي في الغرب وانتقاله إلى الثانويات للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي وقطع التعاون العلمي مع جامعات الكيان.
بركات: أمريكا تخلق المشاكل ولا تحل أي مشكلة
بدوره الدكتور “سليم بركات” أستاذ الفكر السياسي في جامعة دمشق أشار إلى أن كل ما يجري من حملات تضليل وتشويش وخلط للأوراق والأمور والمواقف الهدف منه محور المقاومة.
مشيراً إلى أن الصهيونية فكرة وإيديولوجيا معينة في وقت معين وأن إسرائيل إنتاج تاريخي لمرحلة تاريخية ماضية تختلط مع الماسونية وأن الصراع الآن هو بين الصهيونية واليهودية الذي يحمله جيل الشباب لافتاً إلى أن العرب مازالوا يضيعون لحظة الواقع التي هي عابرة للتاريخ.
ولفت الدكتور بركات إلى أن أمريكا تخلق المشاكل ولا تحل أي مشكلة وعقلها عقل رعاة البقر والكذب والدمار حتى أصبحت في مواجهة العالم.
وأشار الدكتور بركات إلى ازدواجية المعايير الأمريكية مع أوكرانيا وضد روسيا ومع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية (حماس) حيث تعتبر الجرائم الإسرائيلية دفاع عن النفس وما تقوم به المقاومة إرهاب.
ولفت بركات إلى أن إيران قدمت منح دراسية للطلاب المطرودين من الجامعات الأوروبية والأمريكية إثر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ومنحتهم الحق في الدراسة بالجامعات الإيرانية مؤكداً أن هذه التظاهرات الطلابية والشعبية لم تأتي من فراغ بل ناجمة عن تراكم خبرة عبر الزمن.
سيد أفقهي: سقطت أكذوبة أمريكا في الديمقراطية وحرية الرأي
وفي مشاركات عبر الإنترنت أكد الدبلوماسي الإيراني السابق “سيد هادي سيد أفقهي” أن محور المقاومة كلٌ متماسك وأن ما يجري في غزة من تجويع ومجازر هو بتوجيه من نتنياهو وحكومته وبدعم أمريكي والولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات الدولية ومجلس الأمن لن تنقذ الرواية الإسرائيلية بأنها هي المظلومة والمستهدفة من السقوط.
وبين أفقهي أن اليوم سقطت أكذوبة أمريكا في الديمقراطية وحرية الرأي وحرية التعبير وهذه الانتفاضة الطلابية ستحدث نقلة نوعية وتدريجية في فكفكة الماسونية والصهيونية.
قنديل: الحديث عن رفح هو تعبير عن الهروب من الفشل
ومن لبنان أشار رئيس تحرير صحيفة البناء “ناصر قنديل” إلى دور الشباب الفلسطيني في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تغطية الأحداث وإنتاج الفيديوهات ونقله إلى العالم ما ساهم في نشر الرواية الفلسطينية وأجبر ناقلي الرواية الصهيونية للاعتذار وسحب الرواية الإسرائيلية الكاذبة.
وأشار قنديل إلى دور إيران وعمقها الاستراتيجي في المنطقة بفرض معادلة الرد للمقاومة من العراق والبحرين ولبنان وسورية وهو ما أفقد العدو إمكانية استخدام أوراقه الاحتياطية مشيراً إلى أن الحديث الإسرائيلي وحكومة نتنياهو عن الهجوم على رفح هو تعبير عن الهروب من الفشل.
ولفت قنديل إلى أن التوحش الأمريكي ضد الطلاب المتظاهرين وضد الأساتذة والدكاترة الجامعيين هو انعكاس للتوحش الصهيوني في غزة.
الشويلي: المقاومة العربية التي لم تأل جهداً في مساندة المقاومة الفلسطينية
ومن العراق أشار نائب رئيس “مركز أفق” للدراسات والتحليل السياسي الدكتور “ماجد الشويلي” إلى أهمية التظاهرات الطلابية وما شكلته من ضغط على الكيان الصهيوني والتوقف عن التعاون مع الجامعات الإسرائيلية لافتاً إلى أهمية التحول في الرأي العام العالمي تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني.
وأشار الشويلي إلى دور المقاومة العربية التي لم تأل جهداً في مساندة المقاومة الفلسطينية ودعمها من العراق إلى لبنان واليمن وسورية.
عبد الساتر: أمريكا أكبر راع للإرهاب
ومن بيروت أشار الكاتب والمحلل السياسي “فيصل عبد الساتر” إلى أن هناك تضامن غير مسبوق مع فلسطين وغزة وفي فضح ازدواجية المعايير فيما يجري بغزة مؤكداً أن ما يجري فيها لم يعد بالإمكان السكوت له.
ولفت الساتر إلى أن الاحتجاجات الطلابية تحولت إلى كرة الثلج وكشفت وجه النفاق والزيف والخداع وادعاءات الديمقراطية وحرية التعبير الذي تأسست عليه أمريكا مؤكداً أن أمريكا أكبر راع للإرهاب وما نشهده اليوم من رفع الطلاب لعلم فلسطين هو دليل على مستوى المنسوب من الوعي لدى هؤلاء الطلاب والذي بات يهدد حكومات هذه الدول الداعمة للكيان الصهيوني مؤكداً أن الكيان الإسرائيلي لن يستطيع القضاء على القضية الفلسطينية.
وجرى في ختام المؤتمر الذي شهد حضور عدد كبير من الشخصيات الإعلامية والمحللين السياسيين والكتاب مداخلات تركزت حول دور الإعلام في نقل الجرائم الإسرائيلية في غزة وتأثير الحراك الطلابي على سياسة الدول الغربية تجاه الكيان الصهيوني ودور محور المقاومة في صمود المقاومة الفلسطينية.